Hroof Arabia

Arabic Alphabet To write in politics, literature, art and all these intellectuals' concerns. Political and Historical Analyses. Writing in Arabic about politics, the business of the politics, the politics of the business, and the tribalism and religion roles in the historical and recent conflicts in Africa! Starting from the Horn of Africa (Djibouti, Eritrea, Ethiopia, Somalia, Sudan,) Kenya, Uganda etc..

الجمعة، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٥

استنطاق الدلالات التاريخية في القرن الافريقي - 5

لقد تم استخدام ذلك التاريخ ، كما أسلفنا القول ، بالتعاطف مع الإمبراطورية الإثيوبية، ليخدم فكرة بناء دولة تكون نموذجا للاستعمار الإقليمي، في القرن التاسع عشر، ثم لتخدم بعد ذلك الأرستقراطية/الرأسمالية والإمبريالية الأوروبية لاحـقا، في إفريقيا، قبيل انتـهاء الحـرب الباردة

وكانت الفكرة تتجه من خلال تاريخ التعاطف، إلي تزييف التاريخ، وذلك من خلال استغلال اسم الحبشة في المرحلة الأولي، ومد النفوذ الإمبراطوري حتى السودان، والإيحاء بأن هذا الاسم يحمل مواصفات عقائدية، تناسب الإمبراطورية في امتدادها وهيمنتها

وتجـاوزت العقـلية الإمبراطـورية، بمثل ذلك التفكـير، المضامين التاريخية التي يحملها الاسم، باعتباره اسما يميز سكان الهضبة الإثيوبية والمرتفعات الإرترية، رغم ان القبائل التي حملت ذلك الاسم في الماضي جاءت من جنوب الجزيرة العربية. وكانت تلك العقلية تري إنه طالما كان سكان المرتفعات الإرترية مسيحيين، فلابد أن يكونوا جزءا لا يتجزأ من الإمبراطورية

وأسهم ذلك الفهم في مرحلة لاحقة عند بدء عمل لجنة الاستفتاء في الخمسينات، أسهم في اندفاع القوي الاستعمارية للقول بتقسيم إرتريا، حسب ذلك التوصيف العقائدي و اللغوي بالضرورة، بين السودان وإثيوبيا

ولم تقف الفكرة عند ذلك الحـد، بل اتجهت وبتأثير أسطورة السلالة السليمانية، للقول بأن المنخفضات جزء هام من الإمبراطورية، يمتد بها حتى البحر الأحمر شمالا والخرطوم غربا

علي هـذا النحو المقصود ضمت الفكـرة شعوب وعقائد مختلفة، تم دمجها في الإمبراطورية قسرا، واستخدمت الصفة الحبشية بإيحاءاتها الدينية و اللغوية للقول بأنها إثيوبية وليست شيئا غير ذلك

وظلت الأنظمة الديكتاتورية في إثيوبيا، إمبراطورية وثورية افتراضا، تتبنى هذا التوصيف وتعمل به، بل وأصبحت أكثر شراسة، عندما خرجت الثورة الإرترية، بفكرة مغايرة لذلك التوصيف، كانت قد استمدتها من واقع المنطقة، والمتغيرات التي صاحبت حركة التاريخ

وبينما كشفت تلك الشراسة ضيق أفـق الإمبراطورية، ثم ضيق أفـق الثورة الإثيوبية لاحقا وعرتها، أعطت اليقين للثورة الإرترية، لتمضي في تجسيد رؤاها حول ذلك التوصيف علي أرض الواقـع، إذ أوحـت الثورة في إرتريا بأنه - ليس كل حبشي إثيوبيا، كما أنه ليس كل إثيـوبي حبشيا - وذلك يعني بالضرورة أن التوصيف الحبشي ليس عرقا ولا دولة، وهي معادلة

وتسقط هذه الحقيقة كامل نظرية بناء الإمبراطورية، ثم الدولة الإثيوبية لاحقا. ومضت الثورة الإرترية علي ضوء هذه المعادلة لتخلق التماسك بين حديها، وهو ذلك التماسك الذي قلنا – إنه أنتج علاقات المودة الطاغية بين القوميات الثقافية في إرتريا، والغيرة المتبادلة في تعزيز هذه العلاقات، بما يميزها عن علاقات الشعوب الأخرى في المنطقة

ويبـدو أن ذلك بالتحـديد هو ما يثير غـيرة الأنظمـة الإثيوبيـة، إمبراطـورية أو ثوريـة افتراضا. ومن هـنا ولما كـان التمـازج الأخـوي بين المسيحية والإسلام قـويا - وهـنا لابد من قـفزة من ذلك التاريخ إلي الحاضر لنشير إلي أن ذلك التمازج تظهر فعالياته من خلال الدعوات المشتركة للسلام، ومحـادثات سلام النرويـج - كانت السلـطة الإمبراطـورية تعمـل لتأجـيج الصراع بين العقيدتين، وتسعي في ذات الوقت لإطلاق صفـة العروبة والإسلام علي الثورة الإرترية، لاكتساب تأثير القوي الإمبريالية

ولم تكـن الثورة الإرتـرية واقعـيا قد اتصفـت بتلك الصفـة، لأنها جمعت كل القوميات الثقافية وكل العقائد داخل إطارها الثوري. وكانت تعبر عن كامل الوطن الإرتري. ولم تتخذ الصفة العشائرية التي ميزت الكثير من حركات الثورة الإثيوبية. وعلي هذا الأساس لم يكن الصراع بين إثيوبيا وإرتريا في يوم من الأيام، صراعا بتلك الصفة، أي عربيا وإسلاميا، وإن كانت الإمبراطورية الأخيرة والدولة الثورية المزيفة قد أرادت له أن يكون كذلك

و...نواصــــل

Those are good books in history and politics at
Kordofan