Hroof Arabia

Arabic Alphabet To write in politics, literature, art and all these intellectuals' concerns. Political and Historical Analyses. Writing in Arabic about politics, the business of the politics, the politics of the business, and the tribalism and religion roles in the historical and recent conflicts in Africa! Starting from the Horn of Africa (Djibouti, Eritrea, Ethiopia, Somalia, Sudan,) Kenya, Uganda etc..

السبت، نوفمبر ١٢، ٢٠٠٥

استنطاق الدلالات التاريخية في القرن الافريقي -2


انه لمن المعروف ان الحبشة و رغم مسيحيتها كانت تتمتع بقدر من الانفتاح و بعد النظر فيما يتعلق بالمسائل الدينية، و ذلك عندما اوت اول هجرة اسلامية لها من مكة و اعطت الامن للمهاجرين، فلماذا تكيفت مع الروي الخارجية بعد دخول المستعمر الي المنطقة فتجاهلت ذلك الانفتاح و اصبحت قوي توسعية استعمارية داخلية لتحقق لقوي الاستعمار الخارجية طموحاتها؟

اننا نفهم في هذا السياق ان كلمات مثل تانهسو، او اثيوبيا، او ارض السود، او الكلمات التي اطلقت كتسميات لبعض القبائل، لم تكن لتعبر عن وطن او دولة مثل الدول القائمة الآن في المنطقة، بقدر ما كانت تعبر عن شعوب ممتدة في هذه المناطق، نازحة او مستقرة، متمازجة او منعزلة، حتي تم دمج المؤرخين لها فيما اطلقوا عليه تسمية الحبشة او اثيوبيا. و هو اطلاق و تعميم مخل بدقة التوصيف العلمي التاريخي، ادخل شعوب لا علاقة لها تحت هذا الثوب، لمجرد ان سكان هذه المناطق يشبهون بعضهم البعض، ويشتركون في تقاسيم سبل كسب العيش. و من هنا اعتمدت القوي الاستعمارية علي التسمية لتقيم حدودها الجغرافية علي الارض، و تسهم بالتالي في تجسيد الاسطورة الدينية

و من المدهش انه حتي في الكتابات التاريخية التي تتناول الفترات السابقة لتكوين الدولة الاثيوبية، يذهب المؤرخون الي اطلاق اسم اثيوبيا عليها و ليس الحبشة. و تلك مواقف اخرى تجافي الدقة و تقترب من التعاطف مع الاسطورة الطاغية

ان سؤالا يظل معلقا هنا عند قراءة و تحقيق الوقائع التاريخية. و هو سؤال جاد يوحي بانه يحمل الاجابة المنطقية و المتوقعة، بحكم الظرف الاستعماري الذي انتجه، و هو لماذا تذهب بعض الجهات الي التسليم بكامل التراث و الروي الحبشي و تتجاهل الارتري او السوداني او الصومالي؟ و لماذا تسلم القوي الكبري حتي باسطورة السلالات السليمانية، في عصر العلوم و التكنلوجيا؟ و لماذا تتبني دعم الاضهاد العرقي و الديني و التاريخي و هي تحتضن كل منظمات الدفاع عن تلك القضايا؟

ان مثل هذه الاسئلة لا تكشف شيئا غير خيوط المؤامرة الاستعمارية التي انتجت الامبراطورية الاثيوبية، علي حساب الشعوب الكادحة و المناضلة عبر عقود من الرق و العبودية

و يناقض ذلك تماما واقع القرون الاولي السابقة علي الاستعمار، و حيث كانت الهجرات تتم حسب الظروف الطبيعية و البيئية، و الدوافع الخاصة بسبل كسب العيش، في وقت لم تتحدد فيه ملكية الارض، او تتكون فيه الدول. لذلك كانت تلك الهجرات مسالمة في معظمها، انتجت و لاكثر من اجيال، مجتمعات تتكيف سلميا مع الحضارة السائدة او تغيرها بشكل محسوس. و بهذا فان المهاجرين يتميزون عن الغزاة، الذين يحاولون في العادة، اجبار سكان المنطقة بتبني ديانتهم و لغاتهم و طرق حياتهم المختلفة

في هذا السياق تميز البجا في هجراتهم عن غيرهم، فقد انشأوا خمس ممالك مستقلة هي: ناجيك، باكلين، جيارين، بازين و كاتا لتغطي معظم ارتريا و شمال شرق السودان، في الوقت الذي كان فيه الحكام الاكسوميون، قد تعرضوا لاكتساح الموجة التالية من المهاجرين الاقاو او الاقو الذين تصفهم المصادر بانهم كانوا تابعين في البداية، ثم اصبحوا سادة بحلول نهاية القرن التاسع الميلادي. و تذهب هذه المصادر الي ان هؤلاء كانوا قد هاجروا من اقليم لاستا الحبشي الي ارتريا، و انهم يحافظون حتي اليوم علي هوية لغوية حول مدينة كرن
و يضيف تادسي تامرات، انه خلال عصر سلالة اقو/زاقوي الحاكمة 1130-1270م سيطر المسيحيون علي جزء صغير من الاقاليم الارترية المرتفعة الثلاثة، و ذلك حتي قتل ملك زاقوي الاخير علي يد يكيو املاك (يجوز تحويل حرف الكاف الي خاء) الامهري الذي زعم انه ينحدر من صلب سليمان الحكيم... تلك هي اسطورة الحبشة

نواصـــل ...
Yours in Peace,,,Love and Global Prosperity
Khalid Osman
100 Beautiful Sites Blog