Hroof Arabia

Arabic Alphabet To write in politics, literature, art and all these intellectuals' concerns. Political and Historical Analyses. Writing in Arabic about politics, the business of the politics, the politics of the business, and the tribalism and religion roles in the historical and recent conflicts in Africa! Starting from the Horn of Africa (Djibouti, Eritrea, Ethiopia, Somalia, Sudan,) Kenya, Uganda etc..

السبت، نوفمبر ٢٦، ٢٠٠٥

التاريخ الزائف/الجغرافيا المضللة

كثيرا ما تعرضت الأوضاع الاجتماعية السائدة بين الشعوب في منطقة القرن الإفريقي إلي الأزمات والمحن ، علي مستوى الشعب الواحد في وطنه القومي ، أو علي مستوى العلاقات الإقليمية القائمة بين هذه الشعوب ، علي مر الحقب التاريخية

وكثيرا ما تعرضت إلي السياسات التحكمية التي كان الحكام يفرضونها خدمة لمصالحهم الذاتية ، وليس لمصلحة تلك الشعوب كل علي حـده أو لمصلحة التقـارب بينها . بل أن الحكام عبر الحـقب التاريخية التي مـر بها القرن الإفريقي ، كانوا ينطلقون من بروبقاندا تمثيلهم الروحي الطائفي أو القبلي لهذا الشعب أو ذاك ، ليفرضوا نوعا من السيطرة يتعدى شعوبهم إلي الشعوب المجاورة ، خدمة أيضا لتلك المصالح الذاتية الضيقة ، بين فكرتين متناقضتين تدعي إحداهما الصفة الملوكية الإلهية ، وتدعي الأخرى الصفة الثورية

إلا أن الصفتين معا وتَبعا لممارسات الاضطهاد المستمرة ، أثبتتا إنهما محض إدعاء كاذب ووهم زائف . وبذلك فقد تحـول الحب الذي كان ممكنا داخل الشعب الواحد ، أو بين هذه الشعوب في المنطقة مجتمعـة ، تحـول إلي نوع من العـداء الـلازب ، وهو الأمر الذي لابد وأن يجعل مثقفي الألفية الثالثة المخلصين من أبناء هذه الشعوب ، يبحثون عن بارقة أمل لاستعادة الحب المغتصب ولابد لهذه البارقة من الأمل أن تتجسد في تجمع قرن إفريقي جديد ، يعمل في فروعه الوطنية لخدمة قضايا منطقته القومية / الوطنية ، ويعمل في مستوياته القيادية الإقليمية لبناء الكونفدرالية الجديدة التي يحتاجها القرن الإفريقي في هذا القرن الجديد

و....نواصـــــــل

Gondar

Kordofan
Notes: Horn of Africa - People - Political situations - Social movements - Nationality and the State - Politics

الثلاثاء، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٥

علــــى هامش النقــــــد الصــــريح

ان الثورة في اثيوبيا مطالبة بتصحيح هذه الصورة التى وردت في هذا النقد (الصريح و الحميم لها) لتعيد نوعا من الامل للمنطقة بعيدا عن فوضي الماضي

فيجب عليها ان تفكر جديا في ما يسببه نزاعها مع حليف الامس الاستراتيجي من تبعات سلبية علي المنطقة. و يجب عليها ان تعيد حساباتها فيما يختص بالقوميات الاخري في اثيوبيا و تمكين ممثليها الحقيقيين من المشاركة الكاملة في السلطة و بالتالي في التوزيع المتعادل للسلطة و الثروة. و يجب عليها ان تعترف بالحدود المعروفة بين الدول و الا لفتحت الباب امام مطالب حدودية ليس بوسعها ان تصمد امامها

في هذا الاطار اعتقد ان الثورة في اثيوبيا يمكن ان تعلن عن مشروع ثوري جرئ تسميه مشروع (العودة الي المصداقية و الشفافية) لاعادة بناء اثيوبيا الحديثة و تحشد لهذا المشروع الجهود المحلية و الاقليمية و الدولية

و يمكن ان تدعو حتي ممثلين عن الحكومة الارترية في اطار دعوتها للقوى الاقليمية الاخري. هذه القوي الخارجية ستعمل كمراقبة و مستفيدة من مثل هذا المشروع الجرئ الذي يمكن ان يفتح الباب امام مشاريع مماثلة في تلك الدول. و بطبيعة الحال لابد ان تتم ايضا دعوة كل القوي الاثيوبية المتواجدة في الشتات للتفاكر حول الصيغ التي يمكن ان يري هذا المشروع النور من خلالها

و يجب هنا تثبيت ان الرجوع الي الماضي يعتبر ضلال و ان التوجه الي المستقبل هو المهم
المهم ان مشروعا مثل هذا يمكن ان يجنب اثيوبيا كل معاناتها الراهنة اذا عادت الي المصداقية مع الذات و اتبعت الشفافية في حلحلة القضايا الاثيوبية السياسية و الاقتصادية المعقدة

و…. نواصــــــــــل


Gondar

Kordofan

الأحد، نوفمبر ٢٠، ٢٠٠٥

استنطاق الدلالات التاريخية في القرن الافريقي - 6

علي هذا النحو كان الصراع بالنسبة للجانب الإثيوبي، يعبر عن نوازع الهيمنة والتسلط، ولم يعبر يوما عن حوار قومي، رغم أن السلطات الإثيوبية استخدمت تراث القوميات، التي عرضتها للقمع التاريخي، في ما يشبه التظاهرة التراثية، وعينت عددا من الشخصيات، التي تمثل تلك القوميات، في الحكومات المختلفة، ووقفت بل واستخدمت كل أدوات القمع المحلـية والمسـتوردة ضد نمو القومية الإرتريـة

ولم يكن نمو هذه القومية شيئا جديدا حدث في هذا القرن أو القرن السابق، بل كان نموا استمد جذوره من حركة الهجرات والتحولات الأولي في المنطقة، قبل بداية التاريخ الميلادي. وهو النمو الذي سبق نمو القومية الإثيوبية. وهو لم يتخذ الصفة الإرترية بشكل متعمد، لأن حركة التاريخ في المنطقة كان يتم تجييرها أو استخدامها دائما لمصلحة الأنظمة الإمبراطورية والديكتاتورية الإثيوبية، وليست لمصلحة الشعوب

ويكون هذا الكلام واضحا عندما نعطي دلائل طبيعية علي ذلك السبق في النمو القومي. أول هذه الدلائل هو البحر، حيث جذب الساحل الإرتري إليه الهجرات القديمة، التي استقرت وتمازجت بالهجرات القادمة من شمال السودان وأعالي النيل، والتي كونتها قوميات كوشية ونيلية

ولما كانت السواحل في العـادة واحدة من مكـونات الحضارة، فمن المعقول أن تسهم في إحداث نوعـين من التغيير، يلتقـيان في التحول ( الاجتصادي )، وأن يصبح لها وضعان يتمثلان في الاستقرار والانتقال. ومن الوضع الثاني، وهو وضع الانتقال، تكونت الشعوب في الجنوب ( إثيوبيا ) في المرحلة اللاحقة. لكن هذا لا ينفي بدوره تمازج الشعوب المستمر في كل هذه المنطقة، إنما قصدنا أن نقول، إنه من الطبيعي بفعل حركة التاريخ، أن تكون المناطق المتاخمة للسواحل، هي أول مناطق التكوينات الجـديدة، الناجمة عن الهجرات من خارج المنطقة المحـددة. وهذه المسألة نلمس آثارها في ثقافـة وتراث تلك الشعوب

وثاني هذه الدلائل هو البحر أيضا، وذلك لأن البحر الأحمر، ومنذ الفترة التي سبقت ميلاد السيد المسيح، لم يكن يعرف بهذا الاسم، إنما كان يعرف باسم البحر الإرتري، وهو اسم أطلقه عليه اليونانيون في القرن الثالث قبل الميلاد، ولابد أن التسمية التي تم تفسيرها باسم البحر الأحمر لا ترجع إلي ما تعكسه الكائنات البحرية من لون أحمر فحسب، بل جاءت من اسم قديم لجزيرة في اليونان، كان اسمها إرتريا (12)، ورغم أن الطليان جددوا الاسم اليوناني، وأطلقوه علي البلاد بعد توحيدها سياسيا، في مرسوم الملك الإيطالي همبرت الأول، الذي أصدره في أول يناير 1890 م، إلا أن ذلك لا يمنع من القول باحتمالات إطلاق الاسم علي سكان هذا الساحل قبل ذلك التاريخ، وذلك يعني في فترة لم تكن إثيوبيا قد وجدت فيها

ويضع توحـيد الإيطاليين لإرتريا بعد التحكم عليها كمستعمرة، يضع علامة هامة في التطور الذي وصل إليه نمو القومية الإرترية، وذلك هو ثالث الدلائل علي هذا السبق

نتيجة لذلك كان التاريخ الإرتري يسير في طريق مختلف عن ذلك الذي سارته إثيوبيا. من هنا فقد اتسم نمو القومية الإرترية بالتميز والارتباط الحار الذي أنتج ما أطلقنا عليه (علاقات المودة الطاغية بين القوميات الثقافية، والغيرة المتبادلة في تعزيز هذه العلاقات بما يميزها عن علاقات الشعوب المجاورة)

هذه العلاقـات التي نتحـدث عنها باستمرار – وذلك لندرتها فعليا في المنطقة - والتي مـيزت نمـو القومـية الإرترية، استمـدت منها الـثورة في إرتريا ملامـحها، وأسهمـت بدورها في تعـزيزها، من خـلال خطابها السياسي، المختلف بدوره عن خطـاب الثورة في إثيوبيا

لذلك فإن الاستماع إلي مثل هذا الخطاب، وجهود المشاركة في التوجه القومي، تظل أقوي هنا مما يقابلها هنـــــــاك

و…. يبقـي هـذا بالتأكـيد دائمـا ســـر الانتصار

Khalid
Gondar

الجمعة، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٥

استنطاق الدلالات التاريخية في القرن الافريقي - 5

لقد تم استخدام ذلك التاريخ ، كما أسلفنا القول ، بالتعاطف مع الإمبراطورية الإثيوبية، ليخدم فكرة بناء دولة تكون نموذجا للاستعمار الإقليمي، في القرن التاسع عشر، ثم لتخدم بعد ذلك الأرستقراطية/الرأسمالية والإمبريالية الأوروبية لاحـقا، في إفريقيا، قبيل انتـهاء الحـرب الباردة

وكانت الفكرة تتجه من خلال تاريخ التعاطف، إلي تزييف التاريخ، وذلك من خلال استغلال اسم الحبشة في المرحلة الأولي، ومد النفوذ الإمبراطوري حتى السودان، والإيحاء بأن هذا الاسم يحمل مواصفات عقائدية، تناسب الإمبراطورية في امتدادها وهيمنتها

وتجـاوزت العقـلية الإمبراطـورية، بمثل ذلك التفكـير، المضامين التاريخية التي يحملها الاسم، باعتباره اسما يميز سكان الهضبة الإثيوبية والمرتفعات الإرترية، رغم ان القبائل التي حملت ذلك الاسم في الماضي جاءت من جنوب الجزيرة العربية. وكانت تلك العقلية تري إنه طالما كان سكان المرتفعات الإرترية مسيحيين، فلابد أن يكونوا جزءا لا يتجزأ من الإمبراطورية

وأسهم ذلك الفهم في مرحلة لاحقة عند بدء عمل لجنة الاستفتاء في الخمسينات، أسهم في اندفاع القوي الاستعمارية للقول بتقسيم إرتريا، حسب ذلك التوصيف العقائدي و اللغوي بالضرورة، بين السودان وإثيوبيا

ولم تقف الفكرة عند ذلك الحـد، بل اتجهت وبتأثير أسطورة السلالة السليمانية، للقول بأن المنخفضات جزء هام من الإمبراطورية، يمتد بها حتى البحر الأحمر شمالا والخرطوم غربا

علي هـذا النحو المقصود ضمت الفكـرة شعوب وعقائد مختلفة، تم دمجها في الإمبراطورية قسرا، واستخدمت الصفة الحبشية بإيحاءاتها الدينية و اللغوية للقول بأنها إثيوبية وليست شيئا غير ذلك

وظلت الأنظمة الديكتاتورية في إثيوبيا، إمبراطورية وثورية افتراضا، تتبنى هذا التوصيف وتعمل به، بل وأصبحت أكثر شراسة، عندما خرجت الثورة الإرترية، بفكرة مغايرة لذلك التوصيف، كانت قد استمدتها من واقع المنطقة، والمتغيرات التي صاحبت حركة التاريخ

وبينما كشفت تلك الشراسة ضيق أفـق الإمبراطورية، ثم ضيق أفـق الثورة الإثيوبية لاحقا وعرتها، أعطت اليقين للثورة الإرترية، لتمضي في تجسيد رؤاها حول ذلك التوصيف علي أرض الواقـع، إذ أوحـت الثورة في إرتريا بأنه - ليس كل حبشي إثيوبيا، كما أنه ليس كل إثيـوبي حبشيا - وذلك يعني بالضرورة أن التوصيف الحبشي ليس عرقا ولا دولة، وهي معادلة

وتسقط هذه الحقيقة كامل نظرية بناء الإمبراطورية، ثم الدولة الإثيوبية لاحقا. ومضت الثورة الإرترية علي ضوء هذه المعادلة لتخلق التماسك بين حديها، وهو ذلك التماسك الذي قلنا – إنه أنتج علاقات المودة الطاغية بين القوميات الثقافية في إرتريا، والغيرة المتبادلة في تعزيز هذه العلاقات، بما يميزها عن علاقات الشعوب الأخرى في المنطقة

ويبـدو أن ذلك بالتحـديد هو ما يثير غـيرة الأنظمـة الإثيوبيـة، إمبراطـورية أو ثوريـة افتراضا. ومن هـنا ولما كـان التمـازج الأخـوي بين المسيحية والإسلام قـويا - وهـنا لابد من قـفزة من ذلك التاريخ إلي الحاضر لنشير إلي أن ذلك التمازج تظهر فعالياته من خلال الدعوات المشتركة للسلام، ومحـادثات سلام النرويـج - كانت السلـطة الإمبراطـورية تعمـل لتأجـيج الصراع بين العقيدتين، وتسعي في ذات الوقت لإطلاق صفـة العروبة والإسلام علي الثورة الإرترية، لاكتساب تأثير القوي الإمبريالية

ولم تكـن الثورة الإرتـرية واقعـيا قد اتصفـت بتلك الصفـة، لأنها جمعت كل القوميات الثقافية وكل العقائد داخل إطارها الثوري. وكانت تعبر عن كامل الوطن الإرتري. ولم تتخذ الصفة العشائرية التي ميزت الكثير من حركات الثورة الإثيوبية. وعلي هذا الأساس لم يكن الصراع بين إثيوبيا وإرتريا في يوم من الأيام، صراعا بتلك الصفة، أي عربيا وإسلاميا، وإن كانت الإمبراطورية الأخيرة والدولة الثورية المزيفة قد أرادت له أن يكون كذلك

و...نواصــــل

Those are good books in history and politics at
Kordofan

الخميس، نوفمبر ١٧، ٢٠٠٥

استنطاق الدلالات التاريخية في القرن الافريقي - 4

إن التحولات التي نتجـت عن الهجـرات القديمة والتمازج في الأرض الإرترية ، خلقت شعبا مميزا ، مدركا لأصول وحدته القومية الآن . ويظهر ذلك بكل وضوح من خلال علاقات المودة الطاغية بين القوميات الثقافية ، والغيرة المتبادلة لتعزيز هذه العلاقات بما يميزها عن علاقات الشعوب الأخرى المختلفة في المنطقة .

هذا الإرث من التحول نتج بشكل أساسي ، عن الطريقة السلسة التي تم بها ، لذلك فهو لم يُصَبْ بعقـدة التحـول القسري ، الذي كان قد تم فرضه علي الأقاليـم التي تكونت منها الإمبراطورية الإثيوبية . ويبـدو أن التعلــيل المعقـول لهـذا التحـليـل هو كما قالـت إحدى المراجع ( إن المهاجـرين يتكيفـون سلمـيا ، أو يغـيرون بشكـل محسوس ، الحضارة التي كانت سائدة قبل مجيئهم ، أما الغـزاة فهم يجـبرون المـقيمين علي تبنـي ثقافـات وأساليب حـياة مختلفـة ) لـهذا فعادة ما يتم الترحـيب بالمهاجـرين ، ويبـدأ التفاعـل معهـم فتنتج التحولات ، وعادة ما يتم رفض الغزاة ، ومواجهتهم بكل الأساليب ، حتى وأن طالت تلك المواجهة ، مثل ما يحدث الآن بالنسبة لحركات العفر والأرومو والاوغادين وغيرها من القوميات التي تم دمجها قسرا في إثيوبيا .

من هنـا يمكن أيضا فهم الرفض الإرتري المستمر للغزاة سواء كانوا من الملوك التقراي أو الأمهـرا ، في مختلف حقب التاريخ ، والمواجهات التي تصدت للغزاة الأتراك والأمويين من قبلهم .

إلا أنه لا يمكن القول بأنه لا يوجد ولو تأثير طفيف من ثقافة الغزاة . ولا يعد هذا التأثير الطفيف الظاهري ، بحجم التحول العميق الذي تحفره العلاقة بالمهاجرين ، وهو أي هذا التأثير الطفيف ، عادة ما يكون ظاهريا أكثر من كونه جوهريا ، لذلك فسرعان ما يتلاشي .

من هـنا يمكـن القـول بثقة مؤكدة بأن ثقـافات عقـائدية لم تتميز بالقـبول إلا عـندما هاجـرت وجاورت ، وحاورت بأسلوب من العُشرة ( بضم العين وتسكين الشين وفتح الراء ، وهي كلمة مميزة في ثقافة الـدارج والاجتماعي السوداني ) ، وعلي هذا النحو تم التحول ، أما عندما حاولت فرض ذلك بالعنف ، فقد تعرضت للصدام والآلام .

وتعزز مثل هذه المعرفة بدورها ، وتسم بالتميز علاقات المودة الطاغية بين القوميات الثقافية في إرتريا ، ولابد أن التنظيم السياسي الإرتري بخطابه الثقافي ومنهجه الواعي الواثق ، قد أسهم بنصيب وافر في تعزيز أصالة هذا الوعي القومي .

نقول أصالة ، لأن هذا الوعي الذي انبث في الـذات الإرترية ، نبت في بدائياته وتجسد ، من خلال المقاومات الأولي للغزاة ، قـبل تكـوين إرتريا كـدولة . فقـد تكون في إطار المنطقة الصغيرة ، والتي تعـتبر كوحدة جغـرافية وطـنا لعشيرة أو مجموعة بيوت صغيرة ، وحيث تجسد الـولاء لهذه المنطقـة ، وللعـرف والتقـلـيد الـذي يحكـم هذه العشيرة ، أو هذه المجموعة من البيوت ، من خـلال رفـض الأجنبـي إذا جـاء غـازيا ، وقـبوله إذا جـاء مهاجـرا ومجـاورا ومحاببـا ، وتفضيله عن الغـازي بل ودعوته حتى إلي المساعدة في رد ذلك الغازي .

كانت هذه هي الفلسفة البسيطة لذلك التحـول الذي أنجـب إرتريا بمواصفاتها الراهنة .

ولقد استمرت هذه الفلسفة في تجلياتها ، منذ امتزاج ثقـافة المرتفعات بثقافة البجا التي أشار إليها ترفاسكيس (11) ، ومنـذ أن أنتـج ذلك الامتزاج الذي كان حميمـا سكان اليوم ، وميزهم عن سكان تقراي . لذلك فقد كانوا يبدون مقاومة مستمرة لأي محاولة ضم من أي نوع من أنواع الحـكم في الأراضي المجاورة ، التي صارت تعـرف باسم إثيوبيا .

وبهذا الفهم يمكن القول ، بأن أي شكل من أشكال التمرد القـديمة علي القهـر الخارجي يعد ثورة . ورغم أن البلاد لم تكن قد اتخذت شكلها الحالي في ذلك الوقت ، إلا أن تلك الثورة في مناطقها المعروفة ، هي ثورات ماض ظل يتشكل باستمرار ، ويتطور من أشكال الإدارات البدائية ، ليصل حجم الدولة الراهنة ، بتحدياتها التي واكـبت وانبثقـت عن قوي الاستعمار العالمي ، الإيطالي والبريطاني والفرنسي والروسي والألماني والتركي ، والاستعمار الإقلـيمي الإثيوبي ، وهو ذلك الماضي الذي لم يجـد التاريخ توصيفه ، لأنه لم يكـتب بيـد أبنائه .


و...نواصــــــــل

Kordofan

الأحد، نوفمبر ١٣، ٢٠٠٥

استنطاق الدلالات التاريخية في القرن الافريقي - 3


  • و تناقض هذه الاسطورة وقائع التاريخ، كما و انها تلقي بظلالها علي تناول المؤرخين لتلك الازمنة. فبعض المؤرخين يلجأ لعرض التاريخ علي اسس دينية، حيث يوحون هنا بوجود صراع مسيحي/ اسلامي حسب التعاقب، وهو ايحاء تستخدمه العقول التقليدية السلفية، وذلك رغم عقود التسامح و المحبة الجديدة

  • اننا نقول ان الفهم السلبي للتاريخ، دون تحليله، يعرض الانسان لضلال المعرفة، و حيث تنبع هذه المعرفة من حيثيات اليقين الانساني، والايمان بمبادئ التعايش و السلام، التي تحملها الديانات في اصولها. وبذلك تقف مثل هذه المعرفة، ضد كل من يحاول استخدام هذا الفهم السلفي، للتأثير سلبا علي هذه المبادئ ، و للتأثير علي حركة التاريخ نفسها

  • وبطبيعة الحال فاننا نفهم التطورات، التي حدثت في منطقة القرن الافريقي، اثناء حركة الماضي، و نتيجة للوضع الاستراتيجي الذي عاشته المنطقة في مختلف الحقب، او قربها او بعدها عن حركة التأثير الثقافي، او قبولها او رفضها لهذا التأثير. و علي هذا النحو يمكن القول، بان عقودا سلسة، كانت قد انتجت تحولا مسالما بين الثقافتين، الوطنية و الخارجية بانواعها- يهودية، مسيحية، اسلامية- و حيث لم تكن ايا من هذه الثقافات، من الاصول الثابتة للمنطقة

  • ولم تكن ارتريا بعيدة عن هذا التأثير، مثلها مثل المناطق الاخري، فقد اعتنق سكان دهلك الاسلام في القرن الثامن، و ذلك حسب قربهم الشديد من منبع الدعوة الاسلامية. وانشأوا مملكة شبه مستقلة- كما يقول ج. سبنسر ترمنقهام- و ذات اهمية معتبرة، مالكة لبحريتها الخاصة، وحاكمة لجزء من ساحل اليمن. وفي سنة 935م نزل المسلمون الي مصوع، والتي انتقلت ادارتها الي حكم دهلك في اواخر القرن الرابع عشر. ولابد ان الحركة التجارية بين طرفي البحر الاحمر و الخليج و بحر العرب، قد لعبت دورا اساسيا في ذلك التحول، وهو نفس التأثير الذي القي بظلاله علي مناطق اخري تصل حتي اندونيسيا شرقا، و المغرب واسبانيا غربا، وتنزانيا جنوبا

  • وتضيف المصادر انه لم يحكم ملك حبشي الساحل، فقد منعت سلطنتا- افات وادال(يمكن تحويل الالف الاولي في كل من الكلمتين الي عين، كما يمكن حذف الالف الثانية) الحبشة من حكم الساحل. وكانت -عدل- قد اكتسحت المرتفعات الحبشية في القرن السادس عشر. ولم يحاول امبراطور نشط مثل قلاويدوس-1540-1559م-الاستيلاء علي اي جزء من الساحل، حيث كانت ممالك العفر قد حققت استقلالا للساحل حتي الفتح الايطالي. ويؤكد هنتنقفورد ان تأثير تلك الممالك امتد الي كل من ارتريا وتقراي وحتي جنوب اكسوم

  • الا انه و بعد التحول السلس، الذي احدثته تلك الديانات المسالمة بطبيعتها، وبمجرد استيطانها في هذه التربة، حاولت كل الاطراف الحاكمة استغلالها، من اجل فرض هيمنتها علي الاطراف الاخري. واوجدت لها بذلك اهدافا سياسية واقتصادية، حاولت استغلالها اساسا لتوسيع سلطاتها ونفوذها وبالتالي لرفاهية حياتها الخاصة

  • ان قراءة متأنية دقيقة لذلك التاريخ، الذي قصد بعض الدنيويين من الحكام تسويده، لخدمة مصالحهم الخاصة علي حساب شعوبهم و الشعوب المجاورة، رغم انهم يرفعون شعار الرب، تثبت تماما ان فصل الدين عن السياسة و البعد عن المتاجرة به، هو وحده الذي يخدم مصالح الشعوب في العدل والسلام، كما ان قراءة مثل هذه تعطي الانطباع القوى، بان حركة الثقافة بانواعها، تستطيع التأثير بطريقة ذاتية، اكثر من تأثيرها عبر البندقية......ذلك هو حديث القرن الحادي والعشرين


كتبت هذه السلسة من المقالات في اواخر القرن الماضي، اي القرن العشرين

..... نواصـــل

Yours in Peace,,,Love and Global Prosperity

Copyright©2005. Khalid Osman. ALL RIGHTS RESERVED
100 Beautiful Sites Blog
Ezine Act Blog

Please copy, distribute, translate and publish. But comply to the publishing terms. Add the resource box above with its copyright.

السبت، نوفمبر ١٢، ٢٠٠٥

استنطاق الدلالات التاريخية في القرن الافريقي -2


انه لمن المعروف ان الحبشة و رغم مسيحيتها كانت تتمتع بقدر من الانفتاح و بعد النظر فيما يتعلق بالمسائل الدينية، و ذلك عندما اوت اول هجرة اسلامية لها من مكة و اعطت الامن للمهاجرين، فلماذا تكيفت مع الروي الخارجية بعد دخول المستعمر الي المنطقة فتجاهلت ذلك الانفتاح و اصبحت قوي توسعية استعمارية داخلية لتحقق لقوي الاستعمار الخارجية طموحاتها؟

اننا نفهم في هذا السياق ان كلمات مثل تانهسو، او اثيوبيا، او ارض السود، او الكلمات التي اطلقت كتسميات لبعض القبائل، لم تكن لتعبر عن وطن او دولة مثل الدول القائمة الآن في المنطقة، بقدر ما كانت تعبر عن شعوب ممتدة في هذه المناطق، نازحة او مستقرة، متمازجة او منعزلة، حتي تم دمج المؤرخين لها فيما اطلقوا عليه تسمية الحبشة او اثيوبيا. و هو اطلاق و تعميم مخل بدقة التوصيف العلمي التاريخي، ادخل شعوب لا علاقة لها تحت هذا الثوب، لمجرد ان سكان هذه المناطق يشبهون بعضهم البعض، ويشتركون في تقاسيم سبل كسب العيش. و من هنا اعتمدت القوي الاستعمارية علي التسمية لتقيم حدودها الجغرافية علي الارض، و تسهم بالتالي في تجسيد الاسطورة الدينية

و من المدهش انه حتي في الكتابات التاريخية التي تتناول الفترات السابقة لتكوين الدولة الاثيوبية، يذهب المؤرخون الي اطلاق اسم اثيوبيا عليها و ليس الحبشة. و تلك مواقف اخرى تجافي الدقة و تقترب من التعاطف مع الاسطورة الطاغية

ان سؤالا يظل معلقا هنا عند قراءة و تحقيق الوقائع التاريخية. و هو سؤال جاد يوحي بانه يحمل الاجابة المنطقية و المتوقعة، بحكم الظرف الاستعماري الذي انتجه، و هو لماذا تذهب بعض الجهات الي التسليم بكامل التراث و الروي الحبشي و تتجاهل الارتري او السوداني او الصومالي؟ و لماذا تسلم القوي الكبري حتي باسطورة السلالات السليمانية، في عصر العلوم و التكنلوجيا؟ و لماذا تتبني دعم الاضهاد العرقي و الديني و التاريخي و هي تحتضن كل منظمات الدفاع عن تلك القضايا؟

ان مثل هذه الاسئلة لا تكشف شيئا غير خيوط المؤامرة الاستعمارية التي انتجت الامبراطورية الاثيوبية، علي حساب الشعوب الكادحة و المناضلة عبر عقود من الرق و العبودية

و يناقض ذلك تماما واقع القرون الاولي السابقة علي الاستعمار، و حيث كانت الهجرات تتم حسب الظروف الطبيعية و البيئية، و الدوافع الخاصة بسبل كسب العيش، في وقت لم تتحدد فيه ملكية الارض، او تتكون فيه الدول. لذلك كانت تلك الهجرات مسالمة في معظمها، انتجت و لاكثر من اجيال، مجتمعات تتكيف سلميا مع الحضارة السائدة او تغيرها بشكل محسوس. و بهذا فان المهاجرين يتميزون عن الغزاة، الذين يحاولون في العادة، اجبار سكان المنطقة بتبني ديانتهم و لغاتهم و طرق حياتهم المختلفة

في هذا السياق تميز البجا في هجراتهم عن غيرهم، فقد انشأوا خمس ممالك مستقلة هي: ناجيك، باكلين، جيارين، بازين و كاتا لتغطي معظم ارتريا و شمال شرق السودان، في الوقت الذي كان فيه الحكام الاكسوميون، قد تعرضوا لاكتساح الموجة التالية من المهاجرين الاقاو او الاقو الذين تصفهم المصادر بانهم كانوا تابعين في البداية، ثم اصبحوا سادة بحلول نهاية القرن التاسع الميلادي. و تذهب هذه المصادر الي ان هؤلاء كانوا قد هاجروا من اقليم لاستا الحبشي الي ارتريا، و انهم يحافظون حتي اليوم علي هوية لغوية حول مدينة كرن
و يضيف تادسي تامرات، انه خلال عصر سلالة اقو/زاقوي الحاكمة 1130-1270م سيطر المسيحيون علي جزء صغير من الاقاليم الارترية المرتفعة الثلاثة، و ذلك حتي قتل ملك زاقوي الاخير علي يد يكيو املاك (يجوز تحويل حرف الكاف الي خاء) الامهري الذي زعم انه ينحدر من صلب سليمان الحكيم... تلك هي اسطورة الحبشة

نواصـــل ...
Yours in Peace,,,Love and Global Prosperity
Khalid Osman
100 Beautiful Sites Blog

الجمعة، نوفمبر ١١، ٢٠٠٥

القرن الافريقي في رحاب القرن الحادي و العشرين

تاريخ يحتاج الي اعادة استنطاق الدلالات -
1

سلسلة مقالات قصيرة متسلسلة بقلم الصحفي خالد محمد عثمان
اذا اردت ان تنقل او تقتبس ارجو ان تورد في ذلك احد او كل هذه المواقع الثلاثة
اذا كان النقل او الاقتباس في موقع علي الانترنت يجب ان يكون موقعنا المشار اليه قابلا لضغط الماوس مما يتيح للفاعل زيارتنا في احد هذه المواقع

لتفعل ذلك، فقط اضف كامل الملف الذي يظهر فيه اثنان من مواقعنا الي المادة المنقولة او المقتبسة مع الاشارة لموقع الحروف العربية هذا

لابد ان كثيرا من تاريخ هذه المنطقة تم تأسيسه بتعاطف ما مع الامبراطورية الحبشية. و لابد ان كثيرا منه قام علي الانبهار، الذي يجنح بالمؤرخين الي الخيال احيانا. بل ان بعض الرحالة و المؤرخين الذين زاروا المنطقة في الماضي، لم يكونوا دقيقين في معظم الاوقات، في عرضهم للحقائق او التفاصيل، او في معرفتهم للإختلافات الدقيقة بين شعوب المنطقة. و اذا كانت هذه احدي الحقائق التي اثرت علي كتابة الماضي، فان حقيقة اخري تضاف اليها، هي ان بعض الجهات الاستعمارية مولت بعض هذه الرحلات، فأثرت عليها بالتالي

ان مثل هذا التاريخ تم التأثيرعليه، ليخدم مصالح تلك القوى و الجهات الخارجية و الداخلية، في حقب معروفة منذ بداية القرن العشرين. و لهذا فهو يتطلب الآن اعادة قراءته، و استنطاق دلالاته بشكل جديد، للوقوف علي علاقات الماضي بين شعوب هذه المنطقة، و اوضاعها الاجتصادية و السياسية، و عوامل قوتها وانحسارها او ضعفها

كان احد المؤرخين الصادقين مع انفسهم قد قال "لا توجد هناك في اي مكان في الكرة الارضية، بقعة واسعة من بلد استكشفناه، خلوة من السكان، او يمكن ان يكون سكانها الاوائل ثابتين، باي درجة من اليقين التاريخي

ان التحول والتأثير المتبادل المستمر علامة مميزة في التاريخ، وصادقة في التعبير عن الوقائع، بين الشعوب المتجاورة. وبالنظر الي هذا، مع الاشارة الي عبارة المؤرخ اعلاه، فان ارتريا ليست استثناء، اذ كان تاريخها القديم واحدا من التواريخ التي تميزت بموجات من الهجرات والغزوات. تلك هي الحقيقة الثابتة

ومثل هذه الحقيقة تعزز استقلال ـ ما كان ارتريا ـ في الماضي، في حقب مضيئة من التاريخ. ليس هذا فحسب بل تؤكد تأثيرها حتي علي ما كان يعرف بالحبشة

لكن المؤثرات الخارجية التي اشرنا اليها، كانت تتجه دائما الي القول بتأثير الحبشة اولا ثم اثيوبيا لاحقا، وتتجاهل ما لعبته ارتريا من دور بارز في ذلك التاريخ، انطلاقا من ( استراتيجيا البحر) التي كانت تشكل واقعا ماثلا بالنسبة لارتريا تنطلق منه الي العالم، واسطورة بالنسبة الي الحبشة

لقد جاء المقيمون الاوائل في ارتريا مهاجرين من احدي مواطن الحضارة في النيل الجنوبى، واستقروا في منخفضات القاش ـ ستيت، ثم توسعوا الي داخل البلاد. الا ان موجة الهجرة الثانية التي جاءت من الشمال الغربي، دفعتهم الي الوراء في المنخفضات. حدث ذلك قبل الالف الثاني قبل الميلاد

وفي عام 2000 ق.م دخل شعب من الرعاة البدائيين، من صحراء جنوب مصر وشمال السودان، الي وادي بركة، دافعين بالموجة الاولي الي الجنوب. وكان اولئك الناس هم اسلاف قبائل البجا، والذين كانوا ولمئات السنوات، الرعاة المستقلين الوحيدين في افريقيا كلها. وكانوا بطبيعة الحال وثنيين منذ نشأتهم حتي تحولهم للاسلام

وانطلاقا من ذلك التاريخ المبكر، ذهب المؤرخ اندريو بول الي القول بأن البجا ربما كانوا هم بالفعل مؤسسى اكسوم، فهم لم يتوسعوا فقط في المرتفعات الارترية، و السهول الساحلية بين مصوع وعقيق، بل امتدوا الي ماهو ابعد كثيرا. رغم ان الحفريات لم تكتشف الا بقايا لهم ترجع الي عام 750م. وكان البجا قد اوجدوا فعليا دويلات في القرن التاسع الميلادي وكانوا يقيمون فيها حتي القرن الثاني عشر الميلادي

.... نواصل

Yours in Peace,,,Love and Global Prosperity

Khalid Osman
100 Beautiful Sites Blog
Ezine Act Blog
مفاتيح
Umberto 1, or Humberto1 of Italy- 14 March 1844- 29 July 1900
King from 9 January 1878 until his death in 1900.
Italy faced during his time critical economical situation. Rising price of bread.
Socialists revolution, and anarchists took part in several disturbances spreaded to Milan, Florence, Naples, Leghorn and Tuscany.
King Sulmon
A History of the Beja Tribes of the Sudan: Author: Andrew Paul - Non-fiction. Publisher: Cambridge University Press.
Abyssynian - Imperial Ethiopia - Patriarch of Alexanderia in fourth century.
Trimingham J. Spencer - Trimingham John Spencer - Islam in Ethiopia - Oxford: Geoffrey Cumberlege - University Press, 1952